نحيا رغم قسوتهم

بعد مرور ما يزيد عن 22 عاما على صدور الإعلان المتعلق بالمدافعين عن حقوق الإنسان وثماني سنوات وعلى قرار الأمم المتحدة 68/181، الذي اعتمدته الجمعية العامة في 18 ديسمبر 2013 لحماية المدافعات عن حقوق الإنسان، تبدو الحاجة ملحة إلى البحث في مدى توفر البيئة الآمنة لعمل المدافعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والوقوف على أبرز التحديات والصعوبات التي تواجههن،  وضرورة توفر شبكات التضامن التي تمكنّهن من توفير بيئة آمنة للحوار، بالإضافة إلى بناء القدرات والاستراتيجيات التي تساهم في إيجاد الأدوات التي يحتاجونها لاستدامة رسالتهن في الدفاع عن حقوق الإنسان. 

يسلّط هذا التقرير الضوء على أبرز الاتجاهات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تبيان تجارب المدافعات عن حقوق الإنسان ومساهمتهن ليس فقط في في تعزيز المساواة بين الجنسين بل ايضاً في تعزيز مسارات الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان. كما يوثق التقرير التكتيكات المستخدمة لاستهداف النساء بشكل عام والمدافعات بشكل خاص ويبيّن الآثار المدمرة على حياتهن ومنظماتهن وأسرهن. كما يوضّح  التقرير الاستراتيجيات التي تسمح للمدافعات بمواصلة عملهن رغم المخاطر. ويعرض القسم الأخير سلسلة من التوصيات التي تحتاجها المدافعات عن حقوق الإنسان لاستدامة عملهن ودعم نضالهن.

الإطار العام للتقرير

يعكس هذا التقرير الأفكار والتوصيات الواردة خلال اللقاء الإقليمي الذي عُقد في مدينة اسطنبول التركية من 16 -20 ديسمبر/كانون الأول 2021 وجمع عدداً من المدافعات عن حقوق الإنسان من (لبنان، سوريا،، فلسطين، الأردن، العراق، اليمن، مصر، تونس، البحرين، وإيران).  اعتمد هذا التقرير على مداخلات المدافعات عن حقوق الإنسان اللواتي عكسن التحديات والاحتياجات الإقليمية المحددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.